الخميس، 28 أغسطس 2014

عويل الشيطان

عويل الشيطان




جرت إحدى السيدات بأقصى سرعتها لمنع جارتها من إلقاء نفسها من النافذة
محاولة لانتحار وبعد جهد كبير استطاعت اخيرا سحبها لداخل الغرفة وهي تستنجد بالجيران الذين تجمعوا داخل المنزل
وأسرعوا بقيدها قبل ان تعيد الكره مرة أخرى
ولكن السيدة التي كانت تبلغ الاربعين من عمرها ظلت تصرخ بهيستريه شديدة وتبكى وتلطم خديها وتنزع شعرها بشكل جنوني و بأعلى صوتها المبحوح من شدة الصراخ
وهي تنظر لجارتها المتأثرة لما حدث لها بعينين جاحظة ووجهها قد اشتد احمراره من قوة اللطم
= ابني لقد قتلوا أبني الوحيد ..... أخذوه مني.. قطعوه ...
سرقوا جسده أبني أبني آه آآآآآآه
يا ولدي آآآآآآآآآه
أريد أن أموت أريد أن اذهب إليه أتركوني أتركوني أتركوني
أآآآآآآآآآآه أبني أبني آآآآآآه
وأنتهى اليوم الذي حدثت فيه الحادثة بنهاية هذه الأم المكلومة للمصحة النفسية
ومن جهة أخرى
جلس الجاني المتسبب أمام الضابط الذي ظل ينظر إليه شذرا مقيد اليدين وقد تورمت عيناه من شدة البكاء
ثم .....
بدأ الجاني يدلي باعترافاته بصوت مخنوق يملئه الحسرة والندم يقطع من ملامح وجهة الباكي جزء كلما سكت
لجرائم فعلها وخطفه لمائة وعشرون طفلا بأعمار مختلفة وبيع أعضائهم في خلال ثماني سنوات
بداية لنهاية مجرم.....
حينما دخل وكره في إحدى القبور المهجورة متأخرا عن موعده كي يعاين إحدى الجثث التي
أحضرها له احد افراد عصابته الثلاثة
احدهم طبيب نزع كليتين وقلب لجثة عمرها ثلاثة عشر عاما
تم اختطافها ......
وخدرت ثم بعدها تركت لتلاقي حتفها .....
أستقبله الطبيب عند بوابة الوكر .....و
هتف الطبيب ...متعجلا وهويشير بيدين مرتديا قفاز ملوث بالدم
=تأخرت عن موعدك كثيرا سيدي لقد أزلت القلب والكليتين يجب أخذها للمستشفى بسرعة قبل ان تفسد
رد الرجل في غيظ وصبر نافذ
أنت ايها الغبي هل يجب ان اكون متواجدا عند كل جثة يتم تشريحها ؟
صار لنا في هذه المهنة ثماني سنوات ولم تتعلم بعد؟
لقد ذهب ابني دون علمي وعلم أمه لخالته هاربا للعبث كعادته وذهبت لإحضاره ولكنني لم اجدهما وسوف اعود لهما بعد الانتهاء من العمليه المهم ......
تصرف انت اذا لم اكن موجودا ......قل لي متى تم خطفها ؟
هتف الطبيب
منذ الصباح الباكر من أمام احدى المدارس المجاورة ومنذ ساعة فقط تمت العملية بنجاح
الآن يجب نقل الاعضاء للمشفى يجب ان نسرع هناك من سيقوم بشرائها الآن
بثمن باهظ جدا
فهو على استعداد ان يدفع عمره كله من اجل أبنه الذي يرقد بين الحياة والموت
رد الجاني بصبر نافذ
حسنا اذهب انت وأنا سأدفن الجثة مع الشباب قبل ان تفوح رائحتها ..........
.........وذهب الطبيب .......
وسلم الاعضاء المسروقة من الجثة المخطوفة وقبض الثمن
وعاد الطبيب بالثمن .........
ليفاجئ بأن الشرطة قد أحاطت بالمكان
ورئيسه المجرم جاثي على ركبتيه
عويله واصل لعنان السماء بعد أن قتل معاونيه رميا بالرصاص ......
لقد كانت الجثة التي تم خطفها و المسجاة أمامه .........
.جثة ابنه الوحيد..........
ولكنها بلا قلب...... وبلا كليتين .....
حتى هو دفع الثمن ......
ولكن دفعه باهظا ......باهظا جدا
لما أصبح ثمن الإنسان في هذا العصر بخسا لهذا الحد ؟ ............

0 التعليقات:

إرسال تعليق