الأحد، 14 سبتمبر 2014

الحب الأعمى 9

" هل سترجعين يا إليزابيث؟؟ "






يا ترى ما الذي أقصده بعنوان البارت..... هل هو رجوع إليزابيث إلى طبيعتها وإلى حالتها السابقة....... أو.... رجوع إليزابيث إلى جوش..... تابعوا أحداث هذا البارت لتعرفوا الإجابة
في اليوم الخامس لإليزابيث بعد حادثة المركز التجاري............
استيقظت من نومها وجلست على أحد الكراسي بعد أن اغتسلت رافضةً الخروج كالعادة وقضت وقتاً طويلاً وحدها إلى أن أتت لها أنيتا وقالت بصوت حنون " إليزابيث..... حان وقت الغداء...... لا تقولي إنك لا تريدين الأكل كما فعلت في وجبة الفطور اليوم وجميع الوجبات في ما سبق "
ردت عليها إليزابيث ببرود " لا أريد "
أنيتا " لكنك لم تأكلي شيئاً منذ أربعة أيام..... وجهك أصبح شاحباً "
ردت عليها إليزابيث قائلةً بحدة " لا يهمني....... اتركيني وشأني..... قلت لك لا أريد "
أنيتا" أرجوك تعالي......... على الأقل اشربي العصير فقط "
لم ترد إليزابيث بل أشاحت بوجهها وظلت صامتة عندها جاء شخص من خلف أنيتا وقال " مازالت ترفض "
ردت عليه أنيتا باستسلام بعد تنهيدة طويلة " نعم لازالت........ أرجوك دانيال..... ساعدني "
قال دانيال وهو يدخل للغرفة " كما تريدين " ثم مشى قليلاً إلى أن وصل إلى مكان إليزابيث فوقف أمامها وقال ببعض الحدة " أعطني سبباً واحداً فقط يمنعك من عدم الأكل "
بحثت إليزابيث ملياً عن الإجابة في عقلها لكنها مع الأسف.... لم تجدها....فما لها إلا أن صمتت لتسمعه يكمل كلامه فقال هو " لا يوجد أليس كذلك...... كما توقعت..... أسمعيني جيداً....... اليوم اتصل بي جوش "
انتفض جسد إليزابيث من سماع اسم جوش فقالت في نفسها ( إذن...... لقد اتصل في النهاية...... هل اتصل ليسأل عن حالي يا ترى؟؟........ هل لا يزال يفكر في؟؟..... هل يريد الاعتذار؟؟...... أم ماذا )
أكمل دانيال حديثه قائلاً " لقد اتصل بي ليسألني عن حالك..... فقلت له أنك بأفضل حال من دونه.... تأكلين وتنامين جيداً...... لكن لم يصدقني جوش وقال أنه توقع أنك لا تأكلين ولا تنامين جيداً.... وبالفعل صح قوله.... لكني قلت له أن توقعه خاطئ فأنت بحال ممتازة وأنت سعيدة للتخلص منه....... وقلت له إن أراد رؤيتك ذلك بنفسه فليأتك و يقابلك.... وهو وافق على هذا الأمر وقال أنه سيأتي بعد يومان " ثم أردف قائلاً " والآن..... هل تريدينه أن يأتي ويراك هكذا...... هل تريدينه أن يعلم بأنك لازلت متيمة بحبه ولن تتخلي عنه........ هل تريدينه أن يستغلك مرة أخرى؟؟..... هل تردينه أن يخدعك من جديد؟؟...... أجيبيني "
أجابته إليزابيث بنبرة خافتة لم يسمعها إلا هي ودانيال " لا " ثم أردفت قائلة بنبرة عالية وباكية " بالطبع لا.... كيف أعود إلى الشخص الذي خانني...... كيف أعود للشخص الذي خدعني..... حتى لو عاد إلي راكعاً فأنا لن أقبل...... كرامتي لا تهان ولن تهان "
ابتسم دانيال ثم اتجه إلى إليزابيث وأمسك بكتفيها ثم قال لها بحنان " أحسنت..... أريد منك أن تكوني هكذا دائماً "
ثم ساعدها على الوقوف وأمسك بها من خصرها بعدها اتجه معها إلى قاعة الطعام بصمت وأجلسها على أحد الكراسي وجلس هو بجوارها.......... وعندما استنشقت إليزابيث رائحة الطعام الزكية شعرت برغبة في الأكل وقام دانيال بوضع أشهى الأطباق أمامها فأمسكت بملعقتها وبدأت بالأكل فأكلت جيداً هذه المرة ..... وعند انتهائها..................
قالت إليزابيث " حمداً لله "
ابتسم دانيال وقال " بالهناء "
إليزابيث " شكراً لك "
دانيال " وأريدك أن تأكلي مثل هذه الكمية على العشاء أيضاً "
ابتسمت إليزابيث وقالت " حسناً "
دانيال " والآن... هيا لنذهب "
وقفت إليزابيث وقالت " حسناً "
ثم وقف دانيال من بعدها وأمسك بيده اليسرى كفها وبيده اليمنى خصرها ومشى معها إلى خارج القاعة ومنه إلى الحديقة.... وعندما دخلا
توقفت إليزابيث فجأة وقالت " لماذا جئت بي إلى هنا؟؟ "
أجابها دانيال قائلاً " حتى تستنشقي بعض الهواء النقي "
ردت عليه إليزابيث بنبرة طفولية " لكني أريد الذهاب إلى غرفتي "
قال دانيال ببعض العصبية " لماذا؟؟..... حتى تعاودي البكاء "
إليزابيث " لا "
دفع دانيال ظهر إليزابيث بخفة وهو يقول " لا تكوني كالأطفال وتعالي معي....... أريدك أن تتكلمي قليلاً "
إليزابيث " كما تريد " ثم مشت معه
طرأ على بال إليزابيث جملة... ( أنت تحتلينه كله ) وترددت كالصدى على جدران عقلها فقالت لدانيال بصوت خافت وهذا ما زاد صوتها نعومة " دانيال "
ارتجفت مسامع دانيال لسماع صوتها وهي تنطق باسمه فقال بنبرة حانية " تفضلي "
صمتت إليزابيث للحظات ثم قالت " أخبرني....... هل....... ما قلته لي قبل أربعة أيام صحيح؟؟ "
عرف دانيال ما ترمي إليه إليزابيث فقال والابتسامة تعلو وجهه " ماذا قلت قبل أربعة أيام؟؟ "
احمرت وجنتا إليزابيث ثم قالت " دانيال....... أنت تعلم ما أقصده "
اتسعت ابتسامة دانيال أكثر وقال " هل تقصدين قولي بأنك......... تحتلين قلبي كله "
احمرت وجنتي إليزابيث أكثر وقالت بنبرة خافتة وخجولة " نعم "
دانيال " وهل تشكين أنت في صحته؟؟ "
إليزابيث " لا..... لا أدري.... ربما.. قليلاً "
قال دانيال " إذن....هو كذب "
إليزابيث " دانيال " ثم أكملت في نفسها ( أتلعب بأعصابي وبعواطفي ثم تقول كذب )
دانيال " قلت لك ....... إن كنت تشكين بهذا الأمر إذاً اعتبريه كذب "
توقفت إليزابيث وهي تحاول إفلات كفها من قبضة دانيال الممسكة بها " دانيال......... اخبرني بالحقيقة ولا تلهو معي "
رد عليها دانيال قائلاً بنبرة جدية " أخبريني أنت أولاً......... هل تعتبرينه حقيقة؟؟ "
ارتبكت إليزابيث فكان قلبها يقول لها بأن ما يقوله دانيال حقيقة وعقلها يرفض هذا الأمر تماماً ويكذبه فقالت بنبرة مرتبكة كثيراً " نـ..... نعم..... نوعاً ما "
أخذ دانيال نفساً عميقاً ملأ به صدره ثم زفر بحدة ووضع كفيه في جيبيه وأكمل سيره وهو يقول " نعم هو حقيقة...... لكن..... لا تتعبي نفسك في التفكير بهذا الموضوع..... فأنا...... أعلم أنني مجرد صديق بالنسبة إليك "
ارتبكت إليزابيث أكثر وقالت " لا..... لكن.... أ... أنـ "
قاطعها دانيال قائلاً " لكنك ماذا؟؟ "
أخفضت إليزابيث رأسها وتابعت السير وهي تقول بنبرة خافتة تحمل شيئاً من الحزن " لا شيء.... أنسى الأمر "
أمسك دانيال بكف إليزابيث وتابع السير وهو يقول " أخبريني..... هل مازلت..... حزينة؟؟ "
التفتت إليزابيث إلى دانيال وقالت وعينيها تملؤهما الدموع " وكيف لا أكون "
دانيال " أعلم أن نسيان الأمر صعب....... لكنه ليس مستحيل.... صدقيني "
أخفضت إليزابيث رأسها وهي تقول بنبرة باكية بعض الشيء " لكنني...... لكنني لا أستطيع..... دانيال لقد تعبت من هذا الأمر..... لم أعد أستطيع التحمل "
دانيال " بلا تستطيعين.... لدى الإناث قدرة لا توصف على التحمل..... سواءً كان تحملاً جسدياً أو نفسياً "
إليزابيث " أتعتقد هذا؟؟ "
دانيال " بل أنا متأكد فهذه حقيقة..... دعيها مصدراً للأمل لك "
صمتت إليزابيث للحظات بعدها قالت " برأيك دانيال...... ما هي أفضل الطرق للنسيان؟؟ "
بدأت قطرات مطر قليلة تنزل من السماء ونسمات الهواء قد أصبحت باردة وقوية قليلاً وأخذت تحرك خصلات شعري إليزابيث ودانيال فرفع هذا الأخير رأسه وكأنه يتطلع إلى السماء وأخذت قطرات المطر تسقط على وجهه الجميل فقال بنبرة خافتة " أسمعي........ عندما أكون مهموماً إما أن... أسمع الموسيقى أو أقرأ الكتب ذات المواضيع التي تشدني و....... أعزف على البيانو ولا أركز على شيء واحد حتى لا أمل وأنسى بأسرع وقت "
إليزابيث " إذاً أنت تجيد العزف على البيانو "
دانيال " بالطبع وها قد عرفت حقيقة عني..... وبالمناسبة..... أنا أيضاً عرفت حقيقة عنك "
قالت إليزابيث باستغراب " ماذا تقصد؟؟...... عن أي حقيقة تتكلم؟؟ "
توقف دانيال قليلاً ثم ابتسم وقال " إن صوتك في غاية الروعة "
احمرت وجنتا إليزابيث وقالت بارتباك " مـ.... ماذا؟.... كـ.... كيف عرفت ومتى سمعتني؟؟ "
رد عليها دانيال قائلاً " لقد سمعتك وأنت تغنين في غرفتك "
قالت إليزابيث بقليل من العصبية " وهل كنت تتلصص علي؟؟ "
ضحك دانيال وقال " لا..... لقد كنت ماراً وسمعتك صدفة فقد كان صوتك عالياً وواضحاً "
أحمرت وجنتا إليزابيث أكثر ثم قالت " و... وهل سمعه أحد غيرك؟؟ "
تابع دانيال سيره ثم قال وهز أكتافه وهو يقول " من يدري....لكني.... على ما أعتقد أنه لا أحد سمعه غيري "
مشت إليزابيث بجواره وهي تقول " ولماذا؟؟ "
ابتسم دانيال وقال " بصراحة لم يكن صوتك عالي جداً أو بعبارة أخرى لم يكن واضحاً لأي شخص عادي "
ابتسمت إليزابيث وقالت " ومن أنت...... قادم من الفضاء "
ضحك دانيال وقال " أبداً لكن سمعي ليس كسمع أي شخص عادي فهو قوي جداً لهذا أنا أستطيع تحديد صوت الذي أمامي وحالته النفسية من طريقة تنفسه "
صمتت إليزابيث لوهلة وقالت بنبرة حزينة " لو كنت مثلك لكنت كشفت جوش منذ مدة "
وضع دانيال كفه على كتف إليزابيث وقال " احمدي الله على أنك معافاة الجسد إليزابيث...... كوني قوية.... وربما هنالك حكمة من التقائك بجوش فكل شيء يحدث في هذا العالم له حكمة عند الله "
إليزابيث " معك حق..... ونعم بالله " ثم أردفت قائلة " دانيال..... أنا أريد سماع الأغاني لكنني لا أملك مسجلاً.... هل يمكنك مساعدتي "
ابتسم دانيال ثم قال " نعم..... لدي مسجلان صغيران والعديد من الاسطوانات.... تعالي إلى غرفتي لتختاري منها"
ابتسمت إليزابيث وقالت له " دلني "
أمسك دانيال بكف إليزابيث وقادها مباشرة إلى غرفته وهناك أعطاها المسجل والاسطوانات التي اختارتها بعدها قالت له " شكراً لك دانيال..... والآن... عن إذنك سأذهب إلى غرفتي لسماعها "
دانيال " هل تريدين أن أوصلك.. أم تستطيعين الذهاب وحدك "
ردت عليه إليزابيث وهي تسير اتجاه باب الغرفة " شكراً لك لكن غرفتي قريبة منـ... آآآآآآآآه...... ههههه أظن أنني اصطدمت بالباب " ثم فتحته وقالت " عن إذنك " ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها بعدها توجهت إلى غرفتها
أما بعد خروجها فقد قال دانيال في نفسه ( يسعدني أن حالتك بدأت تتحسن )






وفي غرفة إليزابيث.................
جلست إليزابيث على الكرسي المجاور للنافذة ووضعت سماعات المسجل على أذنيها واسطوانة من الاسطوانات الكثيرة التي أعطاها دانيال إياها في مكانها المخصص ثم أغمضت عينيها وأخذت تستمع إلى الأغنيات الهادئة الجميلة وقالت في نفسها ( أظن أن هذه الأغنيات طريقة ممتازة للنسيان..... أحتاج إلى أن أنعزل عن العالم قليلاً )

وبعد مضي ساعة تقريباً............
طرق باب غرفة إليزابيث بطرقات خافتة لكنها لم تسمعها فقد كانت تضع سماعات المسجل ثم فتح الباب وأطلت أنيتا برأسها وقالت موجهةً كلامها إلى إليزابيث " إليزابيث..... كيف حالك الآن؟؟ " لكنها لم تسمع إجابة فقالت في نفسها باستغراب ( ما بها لا تسمعني )
ظنت أنيتا في البداية أنها نائمة لكنها عند إذن رأت السماعات على أذنها فتوجهت إليها وكادت أن تنتزع السماعات لولا أن أمسكتها يد من خلفها ومنعتها من ذلك فانتفضت أنيتا والتفتت خلفها فرأت دانيال يمسك بساعديها ويقول " أرجوك اتركيها الآن...... إنها تحتاج إلى الانعزال عن العالم قليلاً " ثم ترك ذراعيها
أنزلت أنيتا ذراعيها وقالت بصوت خافت " حسناً " ثم انصرفت وخرجت من الغرفة وخرج دانيال من بعدها لكن إليزابيث لم تحس بأي شيء مما حدث فقد أفقدتها ألحان تلك الموسيقى العذبة الإحساس بما حولها بل وأنستها بأنها موجودة في هذه الغرفة وفي هذا العالم.
ومرت الساعات التي لم تشعر بها إليزابيث وحل موعد العشاء....... كانت أنيتا ستذهب لتستدعي إليزابيث لكن استوقفها دانيال بوضع يده على كتفها ثم قال " دعيني أستدعيها بدلاً منك "
نظرت أنيتا إلى دانيال للحظات ثم هزت كتفاها وهي تقول " كما تريد " بعدها انصرفت
دخل دانيال غرفة إليزابيث فأحس بخطواتها وهي تتمشى ببطء ذهاباً وإياباً في الغرفة فذهب خلفها وأزال السماعات برفق من إذنها قبل أن يهمس قائلاً " ألم تملي بعد "
انتفضت إليزابيث في البداية لكنها بعد أن عرفت صاحب هذا الصوت ابتسمت والتفتت إليه ثم ضمته بقوة قبل أن تقول " شكراً لك دانيال...... إنها فعلاً طريقة فعالة.... والأغنيات رائعة جداً "
شعر دانيال بأن شيئاً ما يغمر جوانبه قلبه بحب وحنان لا يوصفان فابتسم وضمها ثم قال بنبرة خافتة " أنا سعيد لأنها أعجبتك...... والآن لنذهب ونتناول العشاء "
أبعدت إليزابيث جسدها عنه وقالت باستغراب " ماذا؟؟..... عشاء؟؟..... هل حل وقته؟؟ "
دانيال " بالطبع " ثم أردفت قائلاً وهو يداعب أنفها " لكنك لم تشعري بالوقت أليس كذلك "
إليزابيث " هذا صحيح..... على كل حال لنذهب فأنا أشعر بالجوع "
ابتسم دانيال وقال " أنا سعيد لسماع هذا " ثم توجها مع بعضهما إلى قاعة الطعام وتناولا عشائهما وعندها أوصل دانيال إليزابيث إلى غرفتها وذهب هو إلى غرفته وخلد على النوم.





وفي اليوم التالي..................
استيقظت إليزابيث من نومها مبكراً وتناولت طعام الفطور مع دانيال وجاك وكالعادة تشاجر هذين الاثنين على طاولة الطعام...... وبعد انتهائهم توجه دانيال مع إليزابيث إلى المكتبة لتتابع إليزابيث تدريباتها التي تركتها منذ مدة....... وسارت أحداث اليوم واليوم الذي يليه على خير ما يرام ومن دون أيه أحداث تذكر.
لكن بعدها..... وفي يوم المواجهة وما أقصده هو اليوم الذي سيزور فيه جوش إليزابيث ليرى حالها.
توجه دانيال إلى غرفة إليزابيث في التاسعة صباحاً وطرق بابها لكنها كانت نائمة فتوجه إلى سريرها وجلس على الكرسي المجار وقال لها " إليزابيث...... إليزابيث استيقظي "
فتحت إليزابيث عينيها ببطء وقالت " من هنا؟؟ "
ابتسم دانيال ثم قال " إنه أنا..... دانيال "
شهقت إليزابيث شهقةً خفيفة ثم قالت " دانيال "
دانيال " نعم.... وجئت لأوقظك فقبل قليل اتصل جوش وقال أنه سيحضر بعد ساعتين..... استعدي "
نهضت إليزابيث وقالت " حسناً.... سأوافيك بعد قليل "
وقف دانيال وقال " بعد انتهائك تعالي إلى غرفتي لأصطحبك إلى قاعة الطعام لتتناولي فطورك...... عن إذنك " ثم خرج من الغرفة
أخذت إليزابيث حماماً دافئاً ثم توجهت إلى دولاب ملابسها وارتدت فستاناً طويلاً باللون الأحمر وجعلت شعرها ينسدل بنعومة على طوله وزينته بتاج مرصع بالكريستالات الحمراء البراقة فكانت تبدو في غاية الجمال والروعة ومع لون شعرها الأشقر الذي يليق باللون الأحمر..... كانت إليزابيث تبدوا في هذا الفستان كالنجمة تماماً....... وبعد انتهائها خرجت من غرفتها وأخذت تتحسس الجدران إلى أن وصلت إلى باب غرفة دانيال وقد عرفته عن طريق قراءة الأرقام البارزة عليه فطرقت الباب بلطف وبطرقات خافتة.
شعر دانيال بشعور جميل فتوجه بسرعة وفتح الباب فسمع صوت إليزابيث وهي تقول " لقد انتهيت "
ابتسم دانيال وقال " أنا لا أراك.... لكنني أعلم انك تبدين في غاية الجمال "
ابتسمت إليزابيث ابتسامة بريئة ممزوجة مع بعض السحر ثم قالت " شكراً لك "
آه لو استطاع دانيال رؤية هذه الابتسامة لجن جنونه أكثر بحبها لكن أظن أن صوتها البريء كاف ليجعله يعشقها أكثر وأكثر.
تحسس دانيال ذراع إليزابيث الناعم ثم أمسك بكفها ومشى معها إلى قاعة الطعام وعندما وصلاً تناولا طعام الفطور وفور انتهائهما أخذ دانيال إليزابيث إلى غرفتها وخرج هو.
وبعد انقضاء نصف ساعة تقريباً طرق دانيال باب غرفة إليزابيث فردت هي على الطرقات قائلةً " تفضل "
فتح دانيال الباب وأطل برأسه وهو يقول " إليزابيث..... لقد حضر جوش هيا معي لنذهب "
شعرت إليزابيث للحظة الأولى بالخوف الشديد لكنها تمالكت نفسها ثم وقفت وقالت " هيا بنا " بعدها مشت تجاه صوت دانيال بخطوات متثاقلة وكانت تشعر بان كل خطوة تسيرها عن عشر خطوات وأمسك هذا الأخير بكفيها وتوجه إلى الغرفة التي ستقابل إليزابيث فيها جوش.
وعندما وصل هذين الاثنين إلى الباب توقف دانيال وأمسك بكتفي إليزابيث محاولاً نقل شيءٍ من شجاعته وصلابته إليها وقال " إليزابيث..... فقط تذكري... ابتسمي ولا ترتبكي...... وإياك.... ثم إياك.... أن تسمحي لدمعة واحدة متمردة بالخروج حسناً..... وتذكري جيداً..... لا تخافي من أي كلمة يقولها جوش...... أنا معك "
أخذت إليزابيث نفساً عميقاً وقالت " حسناً " ثم دخلت الغرفة برفقة دانيال وهناك..........

0 التعليقات:

إرسال تعليق