دخل أيمن في غاية السعادة وهو يقول لصديقه علاء : لقد وجدت في مكتبة أبي وفي ركن قصيّ منها "أسطوانة ليزرية قديمة" لفيلم مجسم نادر مما كان يُستخدم في بدايات القرن الحادي والعشرون والذي أصبح الآن كالأفلام الصامتة نظراً لبدائية صنعه واحتياجه لهذه النظارة المضحكة.
ثم ضحك بصوت عالٍ وتابع يقول : كما أنني لا أعرف كيف سأقوم بتشغيله، لقد انقرضت أجهزة الكمبيوتر التي كانت تعتمد على هذه المعالجات القديمة والعتيقة منذ زمن، ولا أعرف إن كان سيعمل على الأجهزة الحديثة أم لا؟!
نظر إليه علاء في تراخٍ ثم سأله : ولماذا أنت سعيد هكذا، ماذا يحتوي هذا الفيلم يا ترى؟ ثم أنه من غير الممكن أن يكون فيلم "كلاسيك" من الأفلام التي تعرضها قنوات الأفلام المجسمة ليلاً نهاراً!!
ضحك أيمن وقال : مكتوب على الغلاف أن هذا الفيلم قد تمّ إنتاجه في ظروف خاصة ولست أدري لماذا كان والدي "رحمة الله عليه" يحتفظ بهذا الفيلم؟ كما أن اسمه جذبني كي أطالعه.
سأله علاء وقد جذبه هذا الحوار عن الفيلم : وما اسمه؟
رد أيمن بابتسامة صغيرة وقد أسعده أنه جذب انتباه صديقه : اسمه "الفيلم الملعون"!!
قال علاء : ومن هم أبطال هذا العمل؟ هل هو مصري أم أمريكي أم ...؟
وقبل أن يكمل قاطعه أيمن قائلاً : الفيلم مصري وأسماء أبطاله مجهولة جداً بالنسبة لي وهو ما جذبني أكثر لهذا الفيلم.
اعتدل علاء وقال له : هل يمكن أن تعطيني الأسطوانة للحظة.
مد أيمن يده بالأسطوانة وناولها لعلاء ببساطة فاختطفها منه علاء وبدأ يقرأ أسماء أبطال العمل، وفجأة استوقفه أحد الأسماء فنظر للاسم بتمعن وقال لأيمن: كأنني سمعت هذا الاسم من قبل!!
أجابه أيمن : أي اسم؟
رد علاء وقد قطب جبينه : ثم أشار هذا الاسم، ألا تتذكر القصة القديمة التي ترددت عن اختفاء الأخ الأصغر لجدك في ظروف غامضة ولم يتم بعد العثور عليه أو حتى على جثته منذ ذلك الوقت وإلى الآن!!
فقال له أيمن : وما المشكلة في ذلك؟ هذا مجرد تشابه أسماء فالمصريين معظم أسمائهم متشابهة.
شرد علاء قليلاً ثم قال وهو ينظر للأسطوانة في تمعن : أكيد تشابه أسماء يا أيمن، أكيد تشابه أسماء، قالها وقد تداعت أمام عينيه فكرة عجيبة بخصوص هذا الفيلم، فكرة ما أن قفزت إلى رأسه حتى أكمل قائلاً وعلى عجل : أيمن هل من الممكن أن تعطيني هذه الأسطوانة فصديقي يوسف يمتلك والده إحدى هذه الأجهزة العتيقة، وسآخذ الأسطوانة إليه الآن كي أجربها عنده، وأعدك إن استطاع الجهاز تشغيلها بأن أتصل بك على الفور لكي تأتي إلى هناك.
نظر إليه أيمن للحظة وقد تعجب لهذا النشاط والاهتمام الذي دبّ فيه فجأةً فقال له ولم يفارقه التعجب بعد : علاء إنها أسطوانة أثرية أرجوك حافظ عليها.
أمسك علاء بالأسطوانة ثم بدأ يجري باتجاه الباب وهو يقول لأيمن لا تقلق أعدك أننى سأحافظ عليها.
**********************************
انهمك أيمن في مطالعة إحدى مجلات "الكوميكس المرئية" والتي كانت تحتوي على قصص هزلية جذبته إليها وقد علت منه الضحكات على المواقف الكوميدية بها، ثم استرعى انتباهه صوت دقات الساعة المترددة الأصداء في سماء الغرفة ولأول مرة يتنبّه لغياب علاء، فاخرج من جيبه هاتفه المجسم واتصل بعلاء لكن هاتفه كان غير متاح، حتى المجيب الآلي لا يعمل وهذا شيء غريب!! فليس من الممكن أن يكون الجهاز خارج التغطية أبداَ، وإن أغلقه علاء لسبب ما فسيرد عليه على الأقل المجيب الآلي، تعجب قليلاً ثم أخذ يبحث عن رقم يوسف صديق علاء وقام بالاتصال به.
لم تمر لحظات حتى تكونت أمامه صورة مجسمة ليوسف فقال له أيمن : مرحباً يوسف ألا تعرف أين علاء الآن؟
أجابه يوسف : علاء موجود في المخزن القديم لبيتنا يعمل على تشغيل أسطوانة على أحد أجهزة أبي القديمة.
فقال له أيمن : هل تدري لماذا هاتفه خارج التغطية؟
رد يوسف : لا أعلم لقد تركته في المخزن وخرجت كي أجلب بعض مستلزمات البيت ولعلك ترى الخلفية من خلفي.
سأله أيمن : هل من الممكن أن تعطيني عنوان هذا المخزن
قال له يوسف : حالاَ سأرسل لك العنوان على هاتفك مع الخريطة التفصيلية للطريق.
شكره أيمن، واستلم منه فعلاً رسالة تحتوي على العنوان بالتفصيل.
جرى أيمن على الفور واستوقف إحدى سيارات الأجرة ذات القضيب الواحد وأرسل له العنوان التفصيلي على جهاز قراءة الخرائط الخاص بالسيارة وانطلقت سيارة الأجرة بسرعتها الكبيرة
ولم تمر لحظات قليلة حتى توقفت بأيمن على باب المخزن الخاص بوالد يوسف طرق أيمن الباب القديم برفق فلم يجاوبه سوى الصمت.
ارتفعت دقاته على الباب وأيضاً لم يجاوبه سوى الصمت.
دفع الباب للأمام برفق فانفتح معه بصرير مزعج، دلف إلى الداخل واسترعى انتباهه المكان الذي يضم العديد من الأجهزة الالكترونية العتيقة وتعجب لماذا يحتفظ والد يوسف بمثل هذه الأجهزة!!
تجول داخل المكان وهو ينادي : علاء ... علاء ...!
لم يكن لعلاء أي أثر في المكان
استرعى انتباه أيمن أحد أجهزة الكمبيوتر العتيقة بشاشته المجسمة القديمة والنظارة المجسمة الملقية أمامه!
نظر إلى الجهاز ثم قال إذا كان علاء موجود هنا بالفعل، فأين اختفى؟
فحص أيمن جهاز الكمبيوتر بعينيه سريعاً ثم ضغط برفق زر جهاز الدي في دي في الكمبيوتر فخرجت منه الأسطوانة المضغوطة القديمة.
دقق أيمن النظر في الأسطوانة واسترعى انتباهه أنها نفس الأسطوانة الأثرية وارتفع حاجبيه بشدة عندما لاحظ أن غلافها الخارجي ليس كما كان!!
توترت أعصابه بشدة ...
وتراخت أطرافه ...
وارتفعت دقات قلبه ...
عندما وجد أسماء الأبطال نفسها، ولكن أحد الأسماء وتحديداً ذلك الذي استرعى انتباه علاء في البداية قد اختفى ...
وحلّ مكانه اسم علاء نفسه!!!!!!
0 التعليقات:
إرسال تعليق